جميع الحقوق محفوظة لعماد إيلاهي. يُمنع نسخ أو إعادة نشر أي جزء من هذا الموقع بأي وسيلة دون إذن كتابي مسبق.

“أسأل الريحَ الرحيلَ”

يا رياحَ البُعدِ، قولي للرؤى

هل تُعيدينَ الدُّجى حينَ انتهى؟

أيُّ ضوءٍ كنتِ؟ أم برقٌ خبا

حينَ شدَّ الليلُ أستارَ العمى؟

كيفَ صارتْ كفُّكِ المنحوتة

من ندى الحبِّ، شظايا مُوجعة؟

أيُّ نجمٍ قد تعثّر في دمي؟

أيُّ شوقٍ في خطايَ أُضرمَا؟

يا ظلالَ الأمسِ، ماذا خلفَتْ

غيرَ أشباحٍ تمادتْ في الدُّجى؟

يا سُفوحَ الحُلمِ، أينَ الوادي؟ هلْ

ضاقَ صدرُ الحبِّ حتى ما سقى؟

كيفَ ضاعتْ أشرعُ الأشواقِ في

بحرِ جُرحٍ زادهُ الموجُ ضياعا …

أيُّ قلبٍ كانَ في كفَّيكِ دفئه

ثمَّ صارَ الثلجُ فيهِ منزلا؟

أسألُ الريحَ التي أهدتْ لنا

نغمةَ الوصلِ، فأضحت نائحة

كيفَ صارتْ كلمَةُ الحُبِّ أسى؟

واستحالتْ نظرةُ العينِ أذى؟

يا نجومَ الليلِ، خُذنَ النورَ عنّي

لمْ يَعُدْ للفجرِ في روحي صدى

أيُّ دربٍ سرتُ فيهِ؟ وانتهى

في سرابٍ عاقني عنهُ المُنى

يا مرافئَ النَّدى، غُصتُ بكمْ

فإذا اللؤلؤُ في الأعماقِ خَسَا

يا قلاعَ الشوقِ، كمْ من مَرَّةٍ

أسكنَتكِ الحُلمَ، حتى في البلاء

كمْ زرعتُ الوعدَ في جنَّاتِنا

فإذا الجذعُ الذي منهُ احتبَى

صارَ ظلاً عاريًا في وحشةٍ

تحتَ نارٍ أضرمتها خلسة

أيُّ حبٍّ هذا؟ كانَ الوردُ لهُ

ثمَّ صارَ الوردُ موتاً مُرعبا

أسألُ الأيامَ عنكَ، كيفَ بي؟

أنتِ أمسي، كيفَ صارَ الحُبُّ لا…؟

يا بقايا النَّبضِ، خُذنَ الصوتَ عنّي

قد كرهتُ الصَّمتَ …

في حُضنِ الرداءة والشقاء

Shares:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *