“جنون“
في مدنِ الجنون نغني مساءً،
نعانق أصداءَ حبٍّ تفجر
نسافر في فلكِ ضوءٍ غريبٍ،
ونغرق في ليلِ حلمٍ تحجر
نطارد وهْمًا على دربِ طيفٍ،
كظلٍّ تشظّى على بابِ عنبر
نُسابق أوجاعنا كالسحابِ،
وذاكرةَ الأمس تبكي وتزهر
جنونٌ يعانق أرواحَنا،
كساحرٍ يبعثر مسكا وزعتر
يُذيب وجوهَ الغريبين حوله،
ويشعل نارًا من الحلمِ تكبر
نبني قلاعًا على جرف وهمٍ،
ونغزل في قلبنا ألفَ مِئزر
نُسمّي الأحزانَ شمسًا قديمة،
ونرسمها في رؤى الليلِ سكر
نسير على خيط وهمٍ دقيق،
يطير بنا في فضاءِ مُكرر
وفي صدر هذا الزمان غناء،
كأنغام حقل..
نمى فيه شوقنا ثم أزهر
جنونٌ يُذيب شرايين قلبي،
ويغرقني في غناءٍ تفجر
أراكِ على كل دربٍ بعيد،
فأسكن همسكِ في روحي
ثم أرحل ….
