حقوق النشر محفوظة ©
جميع المواد على هذا الموقع ملك لصاحبها الأستاذ عماد إيلاهي. يُمنع نسخها أو استخدامها دون إذن كتابي مسبق.

ديوان احتراق

نشيدُ اليقين

نشيدُ اليقين

يقينًا أراهُ كضوءٍ خفيّ
يُبدّدُ ليلي ويُحيي الدجى
كأني أرى خلفَ هذا الجحيمِ
سَماءً تنادي: هنا المُنتهى

فما هذه الأرضُ إلا ارتحالٌ
وما نحنُ إلا غبارُ المدى
جراحُ التناقضِ تمضي كسُكرٍ
تهدَّمَ سيفُ ادعاءِ الهوى

تعبنا، ولكنَّ صوتًا بعيدًا
يقولُ لنا: سوف يأتي الندى
ستسقطُ أقنعةُ المُدّعينَ
كظلٍّ تلاشى إذا ما انمحى

فكلّ المهازلِ تُبنى وتفنى
وكلّ الأسى طيفُ وهمٍ غفا
وكم من خرابٍ بَنَتْهُ يدانا
تبدّدَ حينَ أفاقَ المدى

أُؤمنُ أنّ الحقيقةَ نورٌ
وأنَّ الكذوبَ دخانٌ سُدى
وأنّ الشقاءَ وإن طالتْ سطوتُهُ
زفيرٌ سيخبو إذا ما انتهى

فصبرًا إذا أوحشَ الدربُ يومًا
وثارَ السؤالُ كبحرٍ طغى
فإنّ يقينَ الرؤى يُشرقُ الآنَ
كشمسٍ على صخرِ هذا العَنا

إذا كَبَتَ الروحُ تحتَ المآسي
فإنَّ الرجاءَ جناحُ الهدى
وإنْ طالَ عهدُ العمى والهوانِ
ففي القلبِ ضوءٌ يظلُّ وَفَى

ألا فانظروا في عُبابِ الخرابِ
فكم زهرةٍ في الدمارِ نَمَتْ
وكم حكمةٍ سَطَرتْها الليالي
لتُغوي السرابَ: اضمحللتَ سُدًى

سيبزغُ فجرُ الحقيقةِ يومًا
كأنَّ السماءَ تصافحُنا
وتمحو المهازلَ، تمحو الظلالَ
كطيفٍ توارى كعَتمٍ وَهَى

فهذي الحياةُ بقايا أساطيرَ
تُفنى على دربِ مَن قد أتى
وكلُّ الغبارِ على أوجهِ الناسِ
سيهوي غدًا في مهبِّ الفَنا

فصوتُ اليقينِ عميقُ الجذورِ
بريءٌ كطفلٍ يطلُّ غَدَا
يُحدّثُنا: إنّ هذا المصيرَ
حقيقةُ كونٍ تشعُّ سَنَا

وإنْ طالَ ليلُ العذابِ المُحيطِ
ففي أفقِ صبحِ نصرٌ بدَا!

عماد ايلاهي

عماد إيلاهي هو شاعر، وكاتب مسرحي، ومدرب معتمد في إدماج التكنولوجيات الحديثة في التعلم، أستاذ مدارس ابتدائية، باحث في الشأن التربوي، ومفكر يمتاز برؤيته النقدية والموسعة في مجال التربية والتعليم، ويسهم بفعالية في تطوير الفكر التربوي من خلال مقالاته المتميزة التي تتناول قضايا التعليم والتربية في تونس. نشرت مقالات الأستاذ عماد إيلاهي في جريدة «الشروق» التونسية، حيث تناولت مواضيع هامة مثل تحديات التعليم في تونس وآفاق تطويره. بكلماته الراقية وأسلوبه المتميز، يلهم قراءه تفكيراً عميقاً في مستقبل التعليم وواقعه. يتميز الأستاذ عماد إيلاهي بقدرته على التعبير الشعري العذب، مما أكسبه شعبية واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الثقافية. تتنوع مواضيع شعره بين الحب والرومانسية، والفلسفة الوجودية، والقضايا الاجتماعية النقدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى