حقوق النشر محفوظة ©
جميع المواد على هذا الموقع ملك لصاحبها الأستاذ عماد إيلاهي. يُمنع نسخها أو استخدامها دون إذن كتابي مسبق.

ديوان احتراق

في عبث الحب والزمن

“في عبث الحب والزمن”

حبٌّ يُنبتُ في الصمتِ حواجزَ
ويُزهرُ في المدى اللامنتهي
أهو عبثٌ، أم سُنبلةٌ قاحلةٌ؟
أم هو الموتُ، في أزهارِ الحياة؟

أنتِ، بينَ الفجواتِ تذوبينَ
كالسرابِ الذي يوهمُ العيون
أأنتِ حقيقةٌ؟ أم بقايا حلمٍ
أنسى على أطرافه، طيفي، وأنتِ؟

نطوي أيامَنا بينَ أنفاسٍ قصيرةٍ
وفي كلِّ لحظةٍ، تبتلعُنا الهاوية
أينَ الحبُّ في هذا الزمان؟
هل كانَ كأوراقٍ ذابلةٍ في الريح؟

أنتِ الجرحُ الذي لا شفاء له
والأملُ الذي يكذبُ في العيون
وكلُّ كلمةٍ منكِ، كانت تسرقني
تأخذني، وأتركُ نفسي على الطريقِ

وفي لحظةٍ، نحنُ نلتقي في فراغٍ
والوجودُ لا يحملُ سوى الأسئلة
أأنتِ أنت، أم كنا سرابين؟
هل كنا نبحثُ عن ما لا يُرى؟

إنها العبثيةُ، أن نحبَّ في زمنٍ
لا يعرفُ معنى الحبِّ إلا الخيبات
حبُّنا كانَ سحابةً تاهت في السماء
وها نحنُ في العدمِ، لا شيء غير صدى

في كلِّ مرَّةٍ، أعودُ للبحثِ عنكِ
ولكنني لا أجدُ سوى الفقد
أيُّ وجهٍ هذا الذي سكنني؟
وأيُّ قلبٍ يحملُ هذا الفراغ؟

إذا كانَ حبُّنا في النهايةِ عبثًا
فإننا، نحنُ العبثُ في هذا الزمان
وكلُّ محاولةٍ للهربِ تُعيدُنا
إلى نقطةِ البداية، واللا مكان.

عماد ايلاهي

عماد إيلاهي هو شاعر، وكاتب مسرحي، ومدرب معتمد في إدماج التكنولوجيات الحديثة في التعلم، أستاذ مدارس ابتدائية، باحث في الشأن التربوي، ومفكر يمتاز برؤيته النقدية والموسعة في مجال التربية والتعليم، ويسهم بفعالية في تطوير الفكر التربوي من خلال مقالاته المتميزة التي تتناول قضايا التعليم والتربية في تونس. نشرت مقالات الأستاذ عماد إيلاهي في جريدة «الشروق» التونسية، حيث تناولت مواضيع هامة مثل تحديات التعليم في تونس وآفاق تطويره. بكلماته الراقية وأسلوبه المتميز، يلهم قراءه تفكيراً عميقاً في مستقبل التعليم وواقعه. يتميز الأستاذ عماد إيلاهي بقدرته على التعبير الشعري العذب، مما أكسبه شعبية واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الثقافية. تتنوع مواضيع شعره بين الحب والرومانسية، والفلسفة الوجودية، والقضايا الاجتماعية النقدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى