حقوق النشر محفوظة ©
جميع المواد على هذا الموقع ملك لصاحبها الأستاذ عماد إيلاهي. يُمنع نسخها أو استخدامها دون إذن كتابي مسبق.

ديوان احتراق

أسأل الريحَ الرحيلَ

“أسأل الريحَ الرحيلَ”

يا رياحَ البُعدِ، قولي للرؤى

هل تُعيدينَ الدُّجى حينَ انتهى؟

أيُّ ضوءٍ كنتِ؟ أم برقٌ خبا

حينَ شدَّ الليلُ أستارَ العمى؟

كيفَ صارتْ كفُّكِ المنحوتة

من ندى الحبِّ، شظايا مُوجعة؟

أيُّ نجمٍ قد تعثّر في دمي؟

أيُّ شوقٍ في خطايَ أُضرمَا؟

يا ظلالَ الأمسِ، ماذا خلفَتْ

غيرَ أشباحٍ تمادتْ في الدُّجى؟

يا سُفوحَ الحُلمِ، أينَ الوادي؟ هلْ

ضاقَ صدرُ الحبِّ حتى ما سقى؟

كيفَ ضاعتْ أشرعُ الأشواقِ في

بحرِ جُرحٍ زادهُ الموجُ ضياعا …

أيُّ قلبٍ كانَ في كفَّيكِ دفئه

ثمَّ صارَ الثلجُ فيهِ منزلا؟

أسألُ الريحَ التي أهدتْ لنا

نغمةَ الوصلِ، فأضحت نائحة

كيفَ صارتْ كلمَةُ الحُبِّ أسى؟

واستحالتْ نظرةُ العينِ أذى؟

يا نجومَ الليلِ، خُذنَ النورَ عنّي

لمْ يَعُدْ للفجرِ في روحي صدى

أيُّ دربٍ سرتُ فيهِ؟ وانتهى

في سرابٍ عاقني عنهُ المُنى

يا مرافئَ النَّدى، غُصتُ بكمْ

فإذا اللؤلؤُ في الأعماقِ خَسَا

يا قلاعَ الشوقِ، كمْ من مَرَّةٍ

أسكنَتكِ الحُلمَ، حتى في البلاء

كمْ زرعتُ الوعدَ في جنَّاتِنا

فإذا الجذعُ الذي منهُ احتبَى

صارَ ظلاً عاريًا في وحشةٍ

تحتَ نارٍ أضرمتها خلسة

أيُّ حبٍّ هذا؟ كانَ الوردُ لهُ

ثمَّ صارَ الوردُ موتاً مُرعبا

أسألُ الأيامَ عنكَ، كيفَ بي؟

أنتِ أمسي، كيفَ صارَ الحُبُّ لا…؟

يا بقايا النَّبضِ، خُذنَ الصوتَ عنّي

قد كرهتُ الصَّمتَ …

في حُضنِ الرداءة والشقاء

عماد ايلاهي

عماد إيلاهي هو شاعر، وكاتب مسرحي، ومدرب معتمد في إدماج التكنولوجيات الحديثة في التعلم، أستاذ مدارس ابتدائية، باحث في الشأن التربوي، ومفكر يمتاز برؤيته النقدية والموسعة في مجال التربية والتعليم، ويسهم بفعالية في تطوير الفكر التربوي من خلال مقالاته المتميزة التي تتناول قضايا التعليم والتربية في تونس. نشرت مقالات الأستاذ عماد إيلاهي في جريدة «الشروق» التونسية، حيث تناولت مواضيع هامة مثل تحديات التعليم في تونس وآفاق تطويره. بكلماته الراقية وأسلوبه المتميز، يلهم قراءه تفكيراً عميقاً في مستقبل التعليم وواقعه. يتميز الأستاذ عماد إيلاهي بقدرته على التعبير الشعري العذب، مما أكسبه شعبية واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الثقافية. تتنوع مواضيع شعره بين الحب والرومانسية، والفلسفة الوجودية، والقضايا الاجتماعية النقدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى