جميع الحقوق محفوظة لعماد إيلاهي. يُمنع نسخ أو إعادة نشر أي جزء من هذا الموقع بأي وسيلة دون إذن كتابي مسبق.

“حُلْمٌ على أجنحةِ الفجر”

على شاطئِ الصمتِ يعلو الوَتَرْ

 ويهمسُ في القلبِ لحنٌ أَغرْ
أمدُّ يديَّ إلى ضوءِ حُلمٍ

 فأبصرُ في الأفقِ فجراً ظهرْ

ويا ليلُ، دعْ عنكَ سطوَ الظلامْ

فقد آنَ للفجرِ أن يستعرْ
أنا ابنُ المدى، لا أهابُ الرياحَ

 إذا ما تثارتْ، لتلقي الدررْ

سأمضي على الدربِ رغمَ العوائقْ

 فحُرُّ الطموحِ يَشقُّ القدرْ
وإنْ خانَ صبري جحيمُ الجراحِ

 فإنَّ الصعودَ حليفُ الظفرْ

رأيتُ المدى لوحةً من جراحٍ

 تُطرّزُ بالحلمِ سود الصورْ
فيا قلبَ صبري، اشدُدِ العزمَ دومًا

 فإنَّ النجاةَ بعزمٍ النظرْ

أُغنّي لجرحي، فأحيا كطيرٍ

 يناجي السماواتِ عندَ السحرْ
وأكتبُ في الليلِ حلمَ الخلودِ

ليصبحَ في الأرضِ صبحًا نضرْ

على صفحةِ الماءِ أرسلتُ نبضًا

يراقصُ أمواجهُ كالقمرْ
وأبني من الريحِ قصرًا مهيبًا

 وأملأهُ بالعطاءِ الدررْ

إذا ما الفصولُ تناثرتْ يومًا

 وضلَّ الربيعُ طريقَ الشجرْ
فإنّي أُعيدُ الحياةَ بصدري

 وأبعثُ في الغيمِ برقَ المطرْ

أنا الطفلُ في لهوهِ حينَ يشدو

 وأحملُ في عمري حلمَ الكِبَرْ
أُحلقُ في كلِّ أفقٍ بعيدٍ

 وأهفو كما الطيرُ لعش الشجرْ

وكمْ أرجو الروحَ أن تستكينَ

 إذا ما تعاظمَ فيها الخطرْ
ففي الصمتِ تنمو أشجارُ فكري

 وفي الحلمِ ينبُتُ ألفُ ثمرْ

على دربِ أيامي مرَّتْ سنونٌ

 كأنَّ الشروقَ بها يحتضِرْ
ولكنني ما فتئتُ أُقاومْ

 وأرنو إلى المجدِ رغمَ الكدرْ

فيا ليلُ، لن تُسكتَ النبضَ فيَّ

 وإن كنتَ بالهمِّ دوماً أمرْ
سأصنعُ من زهرِ عمري قصائدْ

وأتركها في المدى كالعِبرْ

وهذي النجومُ شهودُ طريقي

 تُراقبني من علٍ بالبصرْ
تقولُ: “اصطبرْ يا ابنَ أرضِ العجائبْ

 فإنّ النُهى في الدُّجى كالشررْ”

فإنْ خانني في المسيرِ الرفاقُ

 سأمضي وحيدًا كشمسِ الزُّهَرْ
فلا زالَ في داخلي نورُ شمسٍ

 يُضيءُ مسارَ الدجى بالحُبُرْ

إذا ما انتهيتُ من النَّظمِ يومًا

ستبقى قصيدَتُنا في الأثرْ
تُحاكي المدى عن حكايا صمودٍ

ترفرفُ في قلبِ كلِّ البشرْ

Shares:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *