“ربيع في الشتاء“
وفي قسوةِ البردِ كانَ السؤالُ
أأنسى غنائي ويصمتُ حالُ؟
أأرقدُ تحتَ رمادِ الشقاءِ؟
وأتركُ نفسي لما لا يُقالُ؟
وفي عمقِ ليلِ الشتاءِ الطويلِ
تبدّى بقلبي ضياءٌ نبيلُ
كأنَّ احتراقي أضاءَ وجودي
أزهرَ في عتمتي دفئ ضئيل
أيا شتاتي، لا تزدني انكسارًا
ففي صدري حقلٌ عظيمُ الجمالْ
وفي داخلي رغمَ بردِ الليالي
ربيعٌ يقاومُ سوطَ الزوالْ
تحدّيتُ عصفَ الرياحِ طليقًا
كأني غزالٌ يجوبُ التلالْ
ففي القلبِ نارٌ تسيرُ بهديٍ
وفي الروحِ صيفٌ يَشقُّ المحالْ
فإنْ جفَّ غصني، سأثمرُ يومًا
وإنْ ضاقَ صدري، سيُشرقُ نورا
فلا بردَ يُخمدُ دفئ يقيني
ولا ليلَ يطفي شموسَ الرجاء
ففي كفِّ قلبي حياةٌ تنادي
وفي داخلي صيفُ حلمٍ قلا!