حقوق النشر محفوظة ©
جميع المواد على هذا الموقع ملك لصاحبها الأستاذ عماد إيلاهي. يُمنع نسخها أو استخدامها دون إذن كتابي مسبق.

خواطر نثرية

بين دخان الكلمات وصمت التأمل

بين دخان الكلمات وصمت التأمل

في زاوية مقهى هادئ، جلستُ وحدي، بين يديّ كتابٌ قديمٌ، تنساب كلماته كأنها أغنية همستها الرياح في أذني. على الطاولة، تتراقص سيجارتي في ضوء المصباح الخافت، خيطٌ من الدخان يتلوى كروح حرة تود الهروب إلى السماء.

القراءة والسيجارة… رفيقان صامتان، يحملانني بعيداً عن صخب العالم. في كل صفحة أقلبها، أجد عالماً جديداً يغمرني، وحين أرفع عيني لأشاهد الدخان يتلاشى، أشعر وكأنني أتوهج في زوايا الهدوء الذي ينسجه كلٌ منهما.

تلك اللحظات التي تتعانق فيها حروف الكتب مع رائحة التبغ، تحملني إلى عوالم من التفكير العميق، حيث يلتقي الماضي بالمستقبل في أحضان الحاضر. السيجارة تحترق ببطء، والكتاب يفتح لي أبواباً لا تنتهي، كلاهما يمنحني حرية التأمل، كأنهما يهمسان لي بأسرار الكون التي لا تُقال.

هكذا أجد في القراءة والسيجارة ملاذاً، مساحة صغيرة من السلام، حيث تتلاشى الفوضى ويصبح كل شيء واضحاً، ولو للحظات قليلة، قبل أن يعيدني الزمن إلى واقعه.

عماد ايلاهي

عماد إيلاهي هو شاعر، وكاتب مسرحي، ومدرب معتمد في إدماج التكنولوجيات الحديثة في التعلم، أستاذ مدارس ابتدائية، باحث في الشأن التربوي، ومفكر يمتاز برؤيته النقدية والموسعة في مجال التربية والتعليم، ويسهم بفعالية في تطوير الفكر التربوي من خلال مقالاته المتميزة التي تتناول قضايا التعليم والتربية في تونس. نشرت مقالات الأستاذ عماد إيلاهي في جريدة «الشروق» التونسية، حيث تناولت مواضيع هامة مثل تحديات التعليم في تونس وآفاق تطويره. بكلماته الراقية وأسلوبه المتميز، يلهم قراءه تفكيراً عميقاً في مستقبل التعليم وواقعه. يتميز الأستاذ عماد إيلاهي بقدرته على التعبير الشعري العذب، مما أكسبه شعبية واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الثقافية. تتنوع مواضيع شعره بين الحب والرومانسية، والفلسفة الوجودية، والقضايا الاجتماعية النقدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى