حقوق النشر محفوظة ©
جميع المواد على هذا الموقع ملك لصاحبها الأستاذ عماد إيلاهي. يُمنع نسخها أو استخدامها دون إذن كتابي مسبق.

خواطر نثرية

غريبان على شط الحنين

لا تسألني عن لقاءٍ يجمعنا، فالوعد إن لم يكن وعدَ الحرِّ، فهو رمادٌ تذروه الرياح. قد صدّقتك حين كنت أرى في كلماتك شمساً تشرق على بحور الشوق، ولكن ما كانت إلا سراباً يرتدي قناع الحقيقة. كنا في بحور الهوى كغريبين التقيا على شطِّ بوحٍ خافت، نخطُّ الحروف تلميحاً كي لا تجرحها صراحةُ العاشقين.

كان الليل من حولنا صامتاً، والكون كأنما ينوح في حدادٍ أبدي. لكنّ سرباً من طيور الخطاف حلق فوقنا، يوشوش في قلوبنا طمأنينةً تُداوي ليالي الشتاء القاسية. كنا نبحث عن دفءٍ لا تمنحه الأرض، عن حضنٍ لا يعرفه الواقع، ولم نجد غير السماء ملاذاً، والأرض مأوىً قاحلاً.

كلانا غارقٌ في بحرٍ عميق، بحرٍ تتلاطم فيه أمواج الاحتمالات وتضيع فيه كل الوعود، كما تضيع الذكريات بين السماوات البعيدة. وكلما أفرطتُ في الصمت، أُزهِقت على أعتاب قلبي حروف اسمك، وتلاشت موداتٌ كانت تُشعل أيام الصبا.

اليوم، أقرأ الوعود القديمة كمن يقرأ على صفحات الماء، كلماتٍ لم تُكتب لتبقى. وما عاد الليل يأخذني إلى حيث كنتُ أراك، وما عادت النجوم ترسم وجهك. كأنّ الحب كان حلماً عابراً، وكأنّ البوح كان شِتاءً قاسياً لا يذوب.

عماد إيلاهي

عماد ايلاهي

عماد إيلاهي هو شاعر، وكاتب مسرحي، ومدرب معتمد في إدماج التكنولوجيات الحديثة في التعلم، أستاذ مدارس ابتدائية، باحث في الشأن التربوي، ومفكر يمتاز برؤيته النقدية والموسعة في مجال التربية والتعليم، ويسهم بفعالية في تطوير الفكر التربوي من خلال مقالاته المتميزة التي تتناول قضايا التعليم والتربية في تونس. نشرت مقالات الأستاذ عماد إيلاهي في جريدة «الشروق» التونسية، حيث تناولت مواضيع هامة مثل تحديات التعليم في تونس وآفاق تطويره. بكلماته الراقية وأسلوبه المتميز، يلهم قراءه تفكيراً عميقاً في مستقبل التعليم وواقعه. يتميز الأستاذ عماد إيلاهي بقدرته على التعبير الشعري العذب، مما أكسبه شعبية واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الثقافية. تتنوع مواضيع شعره بين الحب والرومانسية، والفلسفة الوجودية، والقضايا الاجتماعية النقدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى