جميع الحقوق محفوظة لعماد إيلاهي. يُمنع نسخ أو إعادة نشر أي جزء من هذا الموقع بأي وسيلة دون إذن كتابي مسبق.

“شِراعُ التيهِ …”

رَأيتُ المدى يَرتدي قِشرَ غيمٍ،

وَيَنثُرُ ظِلّهُ في دُروبِ الظّلامْ.

أباريقُ صَمْتٍ تُراقصُ صَدى القبلات،

على طاولةِ الريحِ في ليلِ اللئامْ.

أُمَدُّ يدي فتنساب ذكرى…

وتَحترقُ الكفُّ من لَمسِ السَّرابْ.

يُراودني حُلمُ نايٍ بعيدٍ،

وأُبحرُ فيهِ على مَوجِ من عَذابْ.

تُناجيني الأرضُ بصوتٍ خفيٍّ،

كأنَّ الرياح عويل الذئابْ.

تُلاحقُني ريحُ حُزنٍ ثقيلٍ،

وتكسرُ في داخلي كلَّ بابْ.

أُخبّئُ بينَ الضلوعِ رمادًا،

منَ الشوقِ يُوقدُ نهجَ الغياب

أُحاوِلُ أنْ أكتبَ النّورَ شِعرًا،
ولكنَّ ظِلّي يُغالبُ كِتابي.
فأخطُّ بحبرِ الدموعِ حكايا،
وأرسمُ بالآه بُعدَ السّحابِ.

تُناديني الأرضُ، فأجثو عليها،
كأنَّ اشتياقي مَدًى في العذاب.
وأنثرُ فوقَ المدى روحَ وجدي،
فتخضرُّ ذكرى وتذبلُ عُشّابِي.

تُراقصُني الريحُ لحناً شجيًّا،
كأنَّ المدى عازفٌ في الغيابِ.
وأجمعُ من صمتِها همسَ شوقٍ،
يُعانقُ بينَ المسافاتِ بابي.

ولكنَّ صوتَ الرجاءِ يُوارِي،
ضياءَ الأماني برمادِ العذابِ.
فأبقى كطيفٍ على قيدِ حلمٍ،
يُطارِدُ ضوءاً، فأخشى مُصابي.

أيا ليلُ، هل من نجومٍ تواسِي،
قلبًا تهاوى كزهرِ الخرابِ؟
وهل من صباحٍ يُزيلُ ارتجافي،
ويكسو جراحي بثوبِ الشبابِ؟

أُناجي السماواتِ، لكنَّ صوتي،
يرتدُّ ضوءًا …

يغيبُ سريعا مثل الشهابِ.
فأمضي أُفتّشُ عني، وأبني،
قصورَ الأماني فوقَ السّرابِ.

أُصارعُ في ظِلِّ وجهي غيابًا،
يُراوغُ قلبي كحُلْمٍ مُذابِ.
وأرسمُ أجنحةَ الشّوقِ حتّى،
تُحَلّقَ روحي بعيدًا بعيدًا….

أيا ريحَ أشجاني، هَوِّني رُوحي،
وأَطفئي نارَ الحنينِ المُصابِ.
فقد صِرتُ بينَ الظّلامِ أسيرًا،
وضاعَت خُطايَ في زُحامِ الرِّكابِ.

أُخبّئُ في صدري نوافذَ ضوءٍ،
تُراودُ ليلَ الدُّجى عنْ ثيابي.
وأزرعُ حقلَ الكلامِ أغان،
تُنادي الغيابَ بخيطِ السّحابِ.

ويا كوكبَ الأحلامِ، عُدْ لي مَليلًا،
لأَشدو بألحانِ عشقٍ….
فإنّي أضعتُ على الأفقِ دربي،
وغنَّيتُ حبًّا تهاوى من غيابي.

سأكتبُ للريحِ ما عجزتْ يدي،
وأُسقي القلوبَ ندى منْ كتابي

Shares:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *