جميع الحقوق محفوظة لعماد إيلاهي. يُمنع نسخ أو إعادة نشر أي جزء من هذا الموقع بأي وسيلة دون إذن كتابي مسبق.

عصفورةٍ حلَّقتْ فوقَ صدري “

رأيتُكِ مثلَ الصباحِ المُضيءْ

كفجرٍ أضاءَ الهوى والحنينَ

تعانقُ عيني ملامحَ وجهكِ

فيسري بعُمقي ربيع دفينُ

كأنكِ نهرٌ أتى من خيالٍ

فروّى جفافَ الليالي الحزينُ

لقاؤكِ كان ارتعاشَ الأغاني

وكان انبثاقَ النجومِ في السنينِ

رسمتِ على راحتيكِ السماءَ

فأشرقَ وجهي، وعادَ اليقينُ

كعصفورةٍ حلَّقتْ فوقَ صدري

تُغرّدُ حُبًّا، وتنسى الأنينَ

وفي همسِ صوتكِ أسمعُ شعري

فأنسى مآسي الحياةِ، ألينُ

تعالي نقاسمُ عُمرًا بريئًا

كطفلينِ لا يعرفانِ الظنونَ

فأنتِ الصباحُ الذي زارَ قلبي

وأنتِ الأماني، وأنتِ السكونُ.

تعالي كأنَّكِ صرخةُ ضوءٍ
تشقُّ دُجى العمرِ مثلَ السهامْ
كأنَّكِ شمسٌ عصتْ حلكةَ الليلِ
وألقتْ بوجهِ الظلامِ اللّجامْ

تعالي كأنَّكِ شوقُ السماءِ
يُطارحُ أرضًا سئمتِ الحِمامْ
كأنَّكِ بحرٌ أتى ليروي
حكايا العطاشى وصمتَ الغمامْ

أراكِ فأشعرُ أنَّي حييتُ
كأنَّكِ بعثٌ لنخرِ العظامْ
وأنَّي انسلختُ عن الحزنِ يومًا
وطرزتُ أيامي وشاحَ الوئامْ

أيا مَن نسجتِ من الحلمِ بيتًا
وأيقظتِ في القلبِ صوتَ السلامْ
تعالي نسيرُ على جسرِ وهمٍ
فنُعلي مصير الهوى للأمام

تعالي نُفجّرُ صمتَ المدى
كما ينفجرُ الشارع بعدَ الزِّحامْ
فأنا وأنتِ كصوتٍ وصدًى
تغنّى، تعطر حسن الكلام

إذا ما التقينا يُباهي الرجاءُ
ويُعلنُ حُزنُ الفراقِ انهزامْ
وإنْ غِبْتِ عنّي تهاوى كياني
كغصنٍ جفاهُ ارتعاشُ الغَمامْ

فعودي كأنَّكِ وعدُ الحياةِ
وأنشودةُ النورِ رغمَ الظلامْ
تعالي لنكتبَ تاريخَ عمرٍ
يُفاخرُ في الحبِّ كلَّ الكلامْ.

Shares:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *