“عينيك احتراقي“
رأيتُكِ عينينِ موجًا عتيّا
كأنَّ البحارَ تهادتْ إليّا
وفي لونها غمامٌ تدلّى
فصارَ غموضُ الليالي جليّا
هما شمعتانِ أضاءتا دربي
وأضرمتا الحزنَ في مقلتيّا
إذا ما تحدّثتا نطقَ الوردُ
وسالتْ عطورُ الخزامى مليَّا
كأنَّ الجبالَ تصافحُ فيهنَّ
ريحًا تنادي النسيمَ نديَّا
وفي صمتهما وعودٌ قديمةٌ
تُعيدُ إلى العمرِ معنىً رضيّا
هما جدولانِ يسوقانِ حبًّا
فتزهرُ في القلبِ أرضٌ صخيّا
رأيتُ الشموسَ تغيبُ وتأتي
ولكن شروقَهما لي أبديّا
كأنَّ السماءَ تُطلُّ بعينيكِ
فتنثرُ بدرًا يعانقُ حيّا
وفي كلّ رمشةِ عينٍ غيومٌ
تمطرُ رعدًا وتسقي العليّا
تُنادينَ فيّ العصافيرَ حتّى
تغنّي على الغصنِ لحنًا وفيّا
فلا الريحُ تهدأُ ولا القلبُ يسلو
ولا الحزنُ يتركُ دربًا نقيّا
أنا فيكِ رهينُ عطرٍ وسرٍّ
يُعيدُ الفصولَ زمانًا غنِيّا
أرى فيكِ وعدَ الحياةِ وكُنْهًا
كأنَّ الخريفَ ينادي شذيّا
فكيفَ أقاومُ فيكِ احتراقًا؟
وهل يهربُ الماءُ من الجلنارِ؟
دعيني أضيعُ بوادٍ من السحرِ
يُبدّلُ حزني بفرحٍ جهارِ
فإنّي نذرتُ هوايَ لعينيكِ ….