
حين جلستُ أمام ميكروفون إذاعة تونس الثقافية، مدعوًّا من الإعلامية المبدعة فاطمة الرزقي ضمن برنامجها “أغاني الحياة”، لم تكن لحظة استعراض ولا استراحة مُحارب، بل كانت لحظة صدق نادرة، شعرتُ فيها أنّي لا أقدّم مجرد كتاب، بل أضع روحي على الطاولة.
لقد تحدّثتُ عن كتابي “تصوّر لمشروع الإصلاح التربوي” لا كمجموعة أفكار نُسجت في عزلة مكتبية، بل كثمرة مسيرة طويلة خضتها بين المدارس والفصول، بين المتعلمين الذين علّموني معنى الإنصات، وبين معلمين أرهقهم النظام وهم يحملون في أعينهم الحنين إلى تربية أسمى.
كنتُ أعلم أنّ الكتاب لن يُحدث ضجيجًا إعلاميًا، لكنه كُتب ليكون نواةً لحوار وطني صادق. لا أبحث عن التبجيل، بل عن التغيير. لا أطمح أن أكون مؤلفًا يُشاد به، بل مربٍّ يضع حجرًا في أساس مدرسةٍ تُبنى على الكرامة، والعدالة، والمعنى.
في هذا اللقاء، لخصتُ أهم ملامح المشروع:
- دعوتي إلى قطيعة جذرية مع المركزية العمياء التي تجرّ التعليم إلى الهاوية.
- إيماني بضرورة إعادة الاعتبار للمعلم، لا بالشعارات، بل عبر سياسة تربوية تُصغي إليه بوصفه شريكًا لا منفذًا.
- إصراري على أن الإصلاح لا يمكن أن يكون تقنويًا أو مسقطًا، بل يجب أن ينبع من صميم علاقتنا بالمعرفة، بالتاريخ، بالإنسان.
أردتُ أن أقول للتونسيين: نعم، يمكننا أن نحلم بتعليم عادل، لكن بشرط أن نجرؤ على تسمية الأشياء، على الاعتراف بالفشل، وعلى التخلي عن الحلول السطحية التي وُلدت ميتة.
ربما كان لقائي هذا قطرةً في نهر، لكنه قطرة محمّلة بنداء داخلي:
كفى ترقيعًا… آن أوان التحوّل.
🎥 رابط اللقاء الكامل:
شاهد اللقاء على صفحة إذاعة تونس الثقافية