حقوق النشر محفوظة ©
جميع المواد على هذا الموقع ملك لصاحبها الأستاذ عماد إيلاهي. يُمنع نسخها أو استخدامها دون إذن كتابي مسبق.

ديوان احتراق

هذيان وتيه

هذيان وتيه

أجوبُ المسافاتِ تيهًا وحيدًا،

كطيفٍ تلاشى بريحِ الخَطايا

تمدُّ الليالي ذراعَ العذابِ،

وتسلبُ منّي ظلالَ المَنايا

هنا في دروبٍ تُناجي الغياب،

كمدنٍ نسيت أغانِي رؤايا ..

أصارعُ في صمتي صوتَ اشتياقٍ

لوجهٍ غريبٍ غفا وابتعد…

خطايَ تلاحقُ في الأرض وهمًا،

كريحٍ تُفتشُ عن موطنٍ

وضاعتْ أمانيَّ مثلَ السرابِ،

وغابت شموسُ السنا عن دمي

أيا زحمةَ المدائنِ الباردات،

وجوهٌ تُضيءُ بنورِ مزيفِ

أحاديثُها مثل نَبضٍ جريحٍ،

تضجُّ بليلٍ ثقيلِ الأَسى

هذيانٌ يمرُّ كعصفِ الجراحِ،

كحلمٍ تشرّد في خيمةٍ

فكلُّ انتظارٍ بخارٌ يموتُ،

كأوهامِ زهرٍ على رمشِ دمع

أنا في صقيعِ الشوارع أغني،

لظلٍّ يسامرني في الضياع

يحنُّ لدفءِ الحكاياتِ يومًا،

لوجهٍ محا أثرَ الأمنيات

فيا ليلُ، أَطلِقْ غيومَك نحوي،

أنا عاشقٌ ذابَ في الانتظار

تُرى، هل تبوحُ النوافذُ صبري؟

أموتُ، وأحيا، بأملٍ واضطرار

تجرُّ خطايَ رياحُ الذهولِ،

وتُلقي بقلبي إلى حيث لا

أعودُ أسيرُ بلا وجهةٍ،

كقاربِ وجد، يعاني الغرق

وفي خافقي حزنُ صمتٍ كئيبٍ،

كنجمٍ غريبٍ غفا في السَّديم

أرى من بعيدٍ غيومَ الأماني،

فأمدُّ يدي لسرابِ النعيم …

وتظل خطايَ تلاحقُ..

في الأرض وهمًا،

كريحٍ تُفتشُ عن موطنٍ

وضاعتْ أمانيَّ مثلَ السرابِ،

وغابت شموسُ السنا عن دمي

عماد ايلاهي

عماد إيلاهي هو شاعر، وكاتب مسرحي، ومدرب معتمد في إدماج التكنولوجيات الحديثة في التعلم، أستاذ مدارس ابتدائية، باحث في الشأن التربوي، ومفكر يمتاز برؤيته النقدية والموسعة في مجال التربية والتعليم، ويسهم بفعالية في تطوير الفكر التربوي من خلال مقالاته المتميزة التي تتناول قضايا التعليم والتربية في تونس. نشرت مقالات الأستاذ عماد إيلاهي في جريدة «الشروق» التونسية، حيث تناولت مواضيع هامة مثل تحديات التعليم في تونس وآفاق تطويره. بكلماته الراقية وأسلوبه المتميز، يلهم قراءه تفكيراً عميقاً في مستقبل التعليم وواقعه. يتميز الأستاذ عماد إيلاهي بقدرته على التعبير الشعري العذب، مما أكسبه شعبية واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الثقافية. تتنوع مواضيع شعره بين الحب والرومانسية، والفلسفة الوجودية، والقضايا الاجتماعية النقدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى