“احتراق“
أُحاصر ليلًا بلهبٍ مؤجج،
وأكتب أحلامي على صدرِ مرمر
تمرُّ رمادًا بأوجاع نفسي،
كشمعٍ تهاوى على غصن عنبر
تضيء الليالي بنبض اشتياقي،
كفجرٍ يذوب بحزنٍ مُكرر
فأنثر قلبي على رمشِ غيمٍ،
تشقّه ريحٌ، بواد تحجر
أرى في عيون المسافات ذكرى،
كنجمٍ يُراود لهيبا مسعر
وأهفو كريحٍ تُناجي غيابًا،
تذوبُ فتنسى بقايا وجع مُدثر
أراقب حلمي على جسر وهمٍ،
فألقى جنوني كإكليل زعتر
وأغرق في بحر صمتٍ ثقيلٍ،
يُعيد احتراقِي بأسياخ قيصر
أتوقُ كوردٍ على صدر صيفٍ،
يُشيحُ بوجه نسيمٍ تعطر
فأحيا رمادا على جفن لهفة،
تراقصها نارُ صبري المعمر
جنوني يُذيب عروقَ الحكايا،
ويسري كضوءٍ بصرح مقفّر
وأبقى كطيفٍ يحنُّ لدفء،
ويمشي على درب شوقٍ محيّر
يراقصني الليل في صمت بحرٍ،
سفائن حزنٍ تجوبُ وتبحر
وتكتب روحي بأوراق نرد
كلاما غريبا على وجه دفتر،
بحبرٌ تبخّر
بقلم تكسّر
كنبضٍ من القلب علا بالتفجّر
أُسافر في دفء أعماق وهمٍ،
كريحٍ تغنّي على عشب مصفّر
وألمح وجهك بين الغيوم،
كوشم حزينٍ على صخر مرمر
أعودُ لضحكٍ تشظّى برفقٍ،
وغيمٍ تلاشى بنورٍ مُكدر
نجومٌ تُحاكي ليالي احتراقي،
وتروي ظلامي بطيف مُبعثر
أُخبئ في الصدر صوت انكساري،
كجذرٍ يُصارع وجيفَ التحجر
أُعيد القصائد في همس دمعي،
وأمضي شريدا كحلم تبخّر
فيا ليل قلبي، ويا دفء روحي،
ألا تنتهي رحلة الحلم هذا؟
بمعبر …
كلامٌ غريب كأحلام طيفٍ،
سأكتبه دوماً على وجه دفتر
يحاكي احتراقي .. وحلم انعتاقي ..
الى الانعتاق .. الى حيث أعبر …
