حقوق النشر محفوظة ©
جميع المواد على هذا الموقع ملك لصاحبها الأستاذ عماد إيلاهي. يُمنع نسخها أو استخدامها دون إذن كتابي مسبق.

ديوان احتراق

عينيك احتراقي

“عينيك احتراقي

رأيتُكِ عينينِ موجًا عتيّا

كأنَّ البحارَ تهادتْ إليّا

وفي لونها غمامٌ تدلّى

فصارَ غموضُ الليالي جليّا

هما شمعتانِ أضاءتا دربي

وأضرمتا الحزنَ في مقلتيّا

إذا ما تحدّثتا نطقَ الوردُ

وسالتْ عطورُ الخزامى مليَّا

كأنَّ الجبالَ تصافحُ فيهنَّ

ريحًا تنادي النسيمَ نديَّا

وفي صمتهما وعودٌ قديمةٌ

تُعيدُ إلى العمرِ معنىً رضيّا

هما جدولانِ يسوقانِ حبًّا

فتزهرُ في القلبِ أرضٌ صخيّا

رأيتُ الشموسَ تغيبُ وتأتي

ولكن شروقَهما لي أبديّا

كأنَّ السماءَ تُطلُّ بعينيكِ

فتنثرُ بدرًا يعانقُ حيّا

وفي كلّ رمشةِ عينٍ غيومٌ

تمطرُ رعدًا وتسقي العليّا

تُنادينَ فيّ العصافيرَ حتّى

تغنّي على الغصنِ لحنًا وفيّا

فلا الريحُ تهدأُ ولا القلبُ يسلو

ولا الحزنُ يتركُ دربًا نقيّا

أنا فيكِ رهينُ عطرٍ وسرٍّ

يُعيدُ الفصولَ زمانًا غنِيّا

أرى فيكِ وعدَ الحياةِ وكُنْهًا

كأنَّ الخريفَ ينادي شذيّا

فكيفَ أقاومُ فيكِ احتراقًا؟

وهل يهربُ الماءُ من الجلنارِ؟

دعيني أضيعُ بوادٍ من السحرِ

يُبدّلُ حزني بفرحٍ جهارِ

فإنّي نذرتُ هوايَ لعينيكِ ….

عماد ايلاهي

عماد إيلاهي هو شاعر، وكاتب مسرحي، ومدرب معتمد في إدماج التكنولوجيات الحديثة في التعلم، أستاذ مدارس ابتدائية، باحث في الشأن التربوي، ومفكر يمتاز برؤيته النقدية والموسعة في مجال التربية والتعليم، ويسهم بفعالية في تطوير الفكر التربوي من خلال مقالاته المتميزة التي تتناول قضايا التعليم والتربية في تونس. نشرت مقالات الأستاذ عماد إيلاهي في جريدة «الشروق» التونسية، حيث تناولت مواضيع هامة مثل تحديات التعليم في تونس وآفاق تطويره. بكلماته الراقية وأسلوبه المتميز، يلهم قراءه تفكيراً عميقاً في مستقبل التعليم وواقعه. يتميز الأستاذ عماد إيلاهي بقدرته على التعبير الشعري العذب، مما أكسبه شعبية واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الثقافية. تتنوع مواضيع شعره بين الحب والرومانسية، والفلسفة الوجودية، والقضايا الاجتماعية النقدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى