“لُغزُ الحياة ..“
رأيتُ الحياةَ كشم الجبالْ
تعيدُ الصدى من متاهات التلالْ
تمدُّ الوعودَ كأنفاسِ ريحٍ
تُعانقُ أرضًا تُنادي الزوالْ
كأنَّ الزمانَ سفيرُ الغيابْ
يمدُّ جناحًا ويطوي مجالْ
تُخاتلُنا بحروفِ شوق
فنكتبُها كالنقش فوقَ الرمالْ
هيَ النهرُ يسري بصوتٍ رخيمْ
ويزرعُ فينا محال المحالْ
كأنَّ الطريقَ زنادُ الظنونْ
نُضيءُ بهِ حُلمَنا في ارتجالْ
إذا ما اقتربتَ، تجلَّى السرابْ
وصارَ رمادًا بمرمى الضلال
وإنْ قلتَ: أينَ النجاةُ اليقينْ؟
أجابتْ: سرابٌ .. انت .. و ضال
الحياةُ تُراودُ قلوبَ العبيدْ
فتكسو خطاها بخيطِ السؤالْ
هيَ الحرفُ أشرقَ يوماً بنار
فصارَ رماداً على الدوام … حالْ
فلا تسألِ الفجرَ عن سرِّه
فإنَّ الدُجى أصلُ كلِّ الجمالْ
ولا تُرْهِقِ العقلَ في فَهمِها
فألفُ العقولِ في الارتحالْ