Contents
مسرحية “الظل والفجوة” على المنصات العالمية
“الظل والفجوة”: رحلة فلسفية في متاهات الوجود
تُعدّ مسرحية “الظل والفجوة” للكاتب عماد إيلاهي عملاً فلسفيًا غارقًا في التأملات العميقة حول معنى الحياة، والزمن، والهوية الإنسانية. بأسلوب رمزي وشاعرية مكثفة، تنسج المسرحية عوالم فكرية تتحدى إدراك القارئ والمشاهد، متجاوزة الحبكة التقليدية لتقديم تجربة مسرحية تجريدية تمسّ جوهر الوجود.
الموضوع والفكرة
تدور أحداث المسرحية حول عادل، الشخصية المحورية التي تجد نفسها في مواجهة متاهة من الأسئلة الوجودية. منذ المشهد الأول، نشعر بأنه ليس في عالم مألوف، بل داخل فضاء غامض يشبه انعكاسًا داخليًا لصراعاته النفسية. تبدأ رحلته عندما يجد نفسه واقفًا أمام سدّ ضخم، حاجز رمزي يمثل العوائق التي تفصل الإنسان عن فهم ذاته وحقيقته. في هذا المكان الموحش، يظهر الظل، وهو شخصية غامضة تبدو وكأنها انعكاس لمخاوف عادل وأوهامه.
تتشابك الأحداث، ويتنقل البطل بين شخصيات تحمل دلالات فلسفية:
- الظل: يرمز إلى الخوف، الوعي المظلم، والأسئلة التي لا تجد إجابة.
- الحارس: يمثل القيود الاجتماعية أو العقلية التي تمنع الإنسان من الانطلاق نحو الحقيقة.
- الطيف: صورة غير مكتملة، تجسد الذكريات أو الأوهام التي تُبعد الإنسان عن عيش اللحظة الراهنة.
الهيكل المسرحي وأسلوب السرد
تُقسم المسرحية إلى مشاهد متصلة زمنيًا لكنها متباعدة فكريًا، حيث يتنقل القارئ والمشاهد بين حوارات عميقة ذات طابع فلسفي، وأحداث تتسم بالغموض، ما يخلق أجواءً مسرحية تشبه الأحلام. الأسلوب السردي هنا يتحرر من الواقعية التقليدية، ليجعل الشخصيات تتحدث وكأنها أصوات في ذهن البطل، مما يمنح المسرحية طابعًا وجوديًا مكثفًا.
اللغة والأسلوب
يعتمد الكاتب على لغة شاعرية مشحونة بالرموز، حيث تمتزج الفلسفة بالشعر في حوارات مكثفة تعكس صراع الإنسان مع الزمن والبحث عن الحقيقة. الجمل قصيرة لكنها تنطوي على معانٍ متعددة الطبقات، ما يجعل كل جملة قابلة للتأويل. كما تتكرر بعض العبارات بشكل إيقاعي، مما يعزز الشعور بالدوران في دائرة وجودية مغلقة.
النهاية والمغزى
مع اقتراب المسرحية من نهايتها، يدرك عادل أن الأسئلة التي يبحث عن إجاباتها قد لا تكون سوى وهم صنعه بنفسه. يدرك أن الحياة ليست سلسلة من الإجابات، بل تجربة ينبغي عيشها دون انتظار يقين مطلق. يتحطم السد، ليس كحاجز مادي، بل كرمز للتصورات التي قيّدت البطل طوال رحلته. ينفتح المشهد الأخير على أفق غير محدد، تاركًا للمشاهد والقارئ حرية التأويل.
“الظل والفجوة”: أكثر من مجرد مسرحية
لا تقدم “الظل والفجوة” قصة خطيّة أو حبكة واضحة، بل تضعنا في مواجهة ذاتنا، وتجعلنا نتساءل: هل نبحث عن المعنى حقًا، أم أننا نهرب من مواجهة الفراغ؟ إنها ليست مجرد مسرحية، بل رحلة فلسفية داخل العقل البشري، تجربة أدبية وفكرية تدفعنا إلى التفكير، والتشكيك، وربما إعادة تعريف نظرتنا للحياة نفسها.
النشر والتوافر
صدرت مسرحية “الظل والفجوة” في 29 يناير 2025، ونُشرت عبر منصة Smashwords تحت رقم ISBN: 9798230714101. تتوفر المسرحية باللغة العربية، وتضم 14,086 كلمة، مصنفة ضمن فئة الفنون المسرحية. كما أنها متاحة على أغلب المنصات العالمية، مما يجعلها في متناول القراء والمسرحيين المهتمين بالدراما الفلسفية والرمزية.
بهذا العمل، يرسّخ عماد إيلاهي مكانته ككاتب يستثمر المسرح كأداة للتفكير والتساؤل، مقدمًا نصًا يتجاوز الأداء المسرحي ليكون مرآة تعكس قلق الإنسان الحديث ورحلته المستمرة للبحث عن معنى في عالم غامض ومتغير.
لشراء المسرحية تحميلها عبر المنصات العالمية انقر على الصور:





