جميع الحقوق محفوظة لعماد إيلاهي. يُمنع نسخ أو إعادة نشر أي جزء من هذا الموقع بأي وسيلة دون إذن كتابي مسبق.

إضاءات من لقاء إعلامي: تقديم كتاب “تصوّر لمشروع الإصلاح التربوي في تونس 2025–2030”

الإصلاح التربوي في تونس 2025-2030
الإصلاح التربوي في تونس 2025-2030

في صباح من تلك الصباحات التي تضيء فيها الشاشة قبل أن تضيء الشمس، استضافني برنامج صباح الفل على القناة الوطنية الأولى للحديث عن كتابي:
“تصوّر لمشروع الإصلاح التربوي في تونس 2025–2030″.

وقد بدا لي هذا اللقاء أكثر من مجرد حوار إعلامي؛ كان بمثابة مرآة علنية لما أخفيه من وجع عميق، وأمل هادئ، ومشروع لا أراه إلا ضرورة وطنية، لا ترفًا فكريًّا ولا ترفًا تنظيريًّا.

لقد حاولت، في تلك الدقائق المكثّفة، أن أنقل بعضًا من قناعاتي المتراكمة: أن المدرسة التونسية لم تعد تحتمل الحلول الترقيعية، وأن التلميذ لم يعد يُنصَف بمنظومةٍ هجينةٍ لا تُنصت إليه، ولا ترى فيه إلا رقما في إحصاء رسمي، أو ورقة امتحان تُرمى بعد التصحيح.

الكتاب هو رؤية لإصلاح شامل متدرّج، ينبني على ثلاثية:
الجودة، والعدالة، والابتكار.
وهو دعوة للخروج من منطق الأجوبة الجاهزة، نحو إحياء ثقافة السؤال.
إنه محاولة لاستعادة معنى التعلم، لا كتحصيل معرفي فحسب، بل كمشروع تحوّل مجتمعي يبدأ من الفصل الدراسي، ويمتدّ إلى الوطن.

ما شدّني أكثر في اللقاء، هو الاحترافية الهادئة للصحفية الأستاذة إيناس العمري. حوارها لم يكن استجوابًا بل استبطانًا، لم يكن سطحًا بل غوصًا في عمق الفكرة، وامتدادًا طبيعيًّا لما كنت أكتبه في العتمة من أجل نور قد يأتي.

في النهاية، أدركت مرة أخرى أن الإصلاح لا يولد من النصوص وحدها، بل من مشاركة الكلمة مع الناس.
أن المشروع لا يكبر في الأدراج، بل في أعين من يُصغون بصدق، ومن يحلمون بوطن أفضل لأبنائهم.

Shares:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *