جميع الحقوق محفوظة لعماد إيلاهي. يُمنع نسخ أو إعادة نشر أي جزء من هذا الموقع بأي وسيلة دون إذن كتابي مسبق.

في فجرٍ هادئ، حيث تلامس أشعة الشمس الأولى وجه الأرض كما يلامس العاشق يد معشوقته، أجد نفسي في حضرة هدوءٍ ساحر، يملأني بهاءٌ من نوعٍ آخر. هناك، في الزوايا الخفية من روحي، تتراءى لي صورة عينيك، تلك التي تسكنها ألوان الربيع، وتضيء على وجه الحياة كأنها شمسٌ لا تغيب.

أنتِ، يا من تكونين بديلاً عن الغيوم التي تعبر سمائي وتترك وراءها غيوماً من الحزن، كم من مرةٍ همستِ في أذني كلماتك الطيبة لتزيل عن قلبي ما أثقلته الجراح؟! كنتِ كالماء العذب في نهرٍ ضاق به الينبوع، كنتِ قوس قزح في سماءٍ ضاع فيها الطيف.

أنتِ، في صمتك، تكتبين لي لغة لا يفهمها سواكِ، كلمات لا تُقال، ولكن تُرى في كل حركة من حركاتك. تجلسين قبالتي، وصمتكِ يعلو فوق كل الكلمات التي تبحث عن معنى، حتى تكادين أن تكوني الشعر ذاته، الذي يُكتب ويُقرأ في ذات اللحظة. يديكِ، بيدين خفيفتين، تتساقطان على كفّي كأوراق شجرٍ غسلتها الأمطار، وتحمل في قلبها الطهر الذي لا تدركه الأعين.

لقد تآلفت روحي مع روحكِ، يا من أراكِ في كل الزهور التي تنمو بين صخور الحياة، وفي كل همسة ريح تهب من بعيد. وأنتِ، يا من تزرعين الحب في كل زاوية من زوايا كياني، تجعلينني أؤمن أن الليل لن يطول، وأن كل لحظة من صباحكِ هي بداية عالم جديد لم تكتب له الحياة إلا في قلبين متحدين.

ما الحياة، إن لم تكن لحظةً تعيشينها بجانب من يحبك؟ وما الليل إن لم يكن رحلةً نكملها معاً في نورٍ يشرق من داخلنا؟ أنتِ النور الذي أضاء في دربي، وأنا الضياء الذي يأمل أن يظل قريباً منك، ليظل معكِ إلى الأبد.

Shares:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *