“همساتُ ليل مستبد”
تَرنو النُّجومُ كأنَّها عينُ الوَحيد
تبكي مآقيها إذا لامَسَتْ بُعدَ البعيد
والليلُ يُسْدلُ للجبالِ وشاحَهُ
فيئِنُّ صَخرٌ غائرٌ في قلبِ الجَليد
والريحُ تحملُ للسهولِ حكايةً
عن ليلِ عُشّاقٍ أضاعوا كلَّ عيد
كوكبٌ غافٍ على صدرِ الظلامِ
خطاهُ أنغامٌ تعانقُ وترَ النَّشيد
قد ضاقَ بي صدرُ الزمانِ كأنَّهُ
بابٌ يُواربُ خلفَهُ حزنٌ عَتيد
والدُّنيا تُلقي ثقلَها فوقَ المدى
كالبحرِ يطغى حينَ يعصفُ في الصّعيد
أبكي الفِراقَ كأنَّ قلبي مرآةٌ
تَعكسُ غيمًا في مساراتِ الرّغيد
يا ليتَ للحبِّ المهاجرِ موطنًا
لكنَّه في الريحِ ضاعَ بلا وعيد
فَرَقتْ يدُ الأيامِ بينَ زهورِنا
فأمستْ أطيافًا تغيبُ ..
خلف أفق من حديد
وغدوتُ طيرًا شاردًا في ساحةٍ
جرداءَ، لا ظلٌّ، ولا حتى نشيد
يا كوكبَ الأحلامِ عدْ، فبريقُكَ
يمحو الدُّجى عن مقلتي وحنينِ قيدي
أو لعلَّ فجري يُشرقُ يومًا
ويملأ الفضاءَ بأزهارِ الوُعود
سألتُ الريحَ عن سرِّ البعادِ
فبكتْ بصوتٍ في الفؤادِ كجمرِ قيد
والقلبُ ضوءٌ ضائعٌ في قُبَّةٍ
من ليلِ آهاتٍ تلاشى كالوعيد
يا أفقَ أسراري البعيدةِ، هل ترى
مُهجَ الفؤادِ ترفرفُ مثلَ عيد؟
أم أنَّ ظلَّ الوقتِ يسجنُ كلَّنا
ويتركُ الأحلامَ حبلاً بلا قيود؟
أمسى غيابُك شِعرَ روحي الغامضَ
يمحو المدى ويلفُّ عمري في الصُّدود
حتى إذا غابت نجومُكَ لحظةً
جفَّ الندى، ونزفَ الشوقُ في الورود
فعدْ كأنَّ الليلَ يحملُ قلبَنا
بأحلامِ نورٍ وشموعٍ في الخلود
علَّ الجمالَ يعودُ للأفقِ الذي
ضاقَ بعينيَّ فصارَ جرحًا في وجود
يا ليلَ أحزاني الذي لا ينتهي
اجمعْ بقايا نجمِنا فوقَ الحُدود
فما زلتُ أحيا بينَ صمتٍ موجعٍ
وحكايةِ الريحِ التي تخفي الرُّعود