” وجعي”
أُغنّي وحيدًا على شطِّ حلمٍ،
يرنُّ صداهُ بليلِ الشتاء
كأنِّي بقايا سفينٍ غريقٍ،
تدثّر في ماءِ بحر العناء
وفي كلِّ موجٍ يُحاورُ روحي،
تسيل الحكايا على مدِّ كفي
ويُخفي الدجى ما بكى من فراقٍ،
كأنَّ السكونَ احتفاءُ النزيف
رسمتُ بدمعي سماءً من الحزن،
فأورق فيها سرابُ النهار
وسافرتُ في نبضِ أرضٍ قديمة،
تُطلُّ عليَّ بوجهِ الحصار
كأنَّ القرى حين غنّت ذراريها،
تئنُّ بذكرى المدى والبكاء
وصرتُ أنا في طريقٍ بعيدٍ،
أُؤرّخ في صمتهِ ألف داء
وتلك المدينةُ تحيا الخراب،
تُكلّلُ أعتابها بالنحيب
فمن يُرجعُ النور لعينٍ غفت،
على وهمِ صبحٍ قديمٍ غريب؟
تراودني الأرضُ عن سرِّ قلبي،
وتسألني الريح عن أمنيتي
فأهرب في ليلِ هذا الوجود،
وأرسم أوجاعي فوق رُعْبتي
أنا نايُ أوجاع ليلِ الجياع،
يغنّي بحزنِ القرى المُنطفآت
إذا ما بكى فجرنا وانحنى،
أُعيدَ لهُ سمُّ نارٍ الغزاة.