“يمرُّ العمرُ، وأنتَ بدايتي”
تمرُّ الأيّامُ، وصوتُكَ نجمٌ
يضيءُ لقلبي طريقَ السَّفرْ
أحيا على وعدٍ بعيدٍ قريبٍ
كحلمٍ يلامسُ وجهَ القمرْ
تمرُّ الليالي وعينايَ تُشقى
برسمِ ملامحِ طيفٍ عبرْ
فكلُّ الصباحاتِ دونكَ حزنٌ
وكلُّ الغروبِ احتراقُ النظرْ
يمرُّ العمرُ، وأنتَ بدايتي
ونبضي الأخيرُ، وخفقُ الأثرْ
كأنَّك في القلبِ سرٌّ عميقٌ
يُخيطُ بحبِّكَ نبضي ….
أحبُّكَ حبًّا يُجاوزُ وصفي
كبحرٍ تصارعَ فيهِ المطرْ
كطيرٍ يحلّقُ فوقَ البرايا
يطوي السماءَ إلى الأرضِ سفرْ
وإنْ طالَ دربُ انتظار لقياكَ
ما خابَ فيك حبيبتي رجاءُ القدرْ
فأنتَ الحقيقةُ وسطَ الأماني
وأنتَ الندى حينَ ينمو الزهرْ
تمرُّ الأيّامُ، وأحيا على
رجاءٍ يجيءُ إذا ما الشوق اندثرْ
فإن كنتَ بُعدًا، فأنتَ اقترابٌ
وإن كنتَ غيبًا، فأنتَ الحَضَرْ!