“وجع الغريب“
أصارعُ ليلي وحيدًا، غريبًا
كطيفٍ يُعانق ظلّ الدجى
تُحاصرني في المدى عاصفاتٌ
كقيدٍ على حلم قلبٍ شقى
وكانت خطايَ تسابقُ فجري
كريحٍ تعانق نجم السَّماء
وكانت دروبي تُنير الأماني
فأصنعُ منها شعاعَ الهنا
ولكنني صرتُ أمشي حطامًا
كشمسٍ أذابتْ شذاها الدروب
وجوهٌ كسورِ الزجاج القتيل
تبعثرُ قلبي برمحِ العَناء
أيا زمرةَ الناسِ في مدنِ تائهات
ترى، هل بكم من يدٍ تُرتجى؟
صباحاتُكم باردةٌ كالقبورِ
تُخيفُ المساءَ بصمتِ السدى
وكلُّ ابتسامةِ وجهٍ تُناجي
كموجٍ غريقٍ بلا مرفئ
وكلُّ حديثٍ على شفتيكم
كرجعِ صدًى لا يُعيد الصدى
أُحاورُ قلبي، فألقى اغترابًا
كنخلٍ يُصلّي لرملٍ عقيم
تغيبُ الحكايا عن صدرِ الندى
ويبقى صقيعُ الجراحِ نديم
أنادي، فلا يسمعُ الليل وجعي
كصوتِ نداءٍ أضاع النداء
فمن يحملُ الآن قلبي الجريح؟
ومن يُطفئ النارَ في أضلعي؟
سرابٌ حياتي، وليلٌ طويلٌ
كبحرٍ يجرُّ شراع الهموم
أسافرُ في وجعِ الريح وحدي
كفارسِ صبرٍ كواه الحُطام
أحنُّ لذكرى بيوتٍ دافئات
كعينِ القمر حين يمحو البكاء
وأشتاقُ أرضًا تظلّل روحي
بظلِّ الأماني ورَوح السَّناء