أجوبُ المسافاتِ تيهًا وحيدًا،
كطيفٍ تلاشى بريحِ الخَطايا
تمدُّ الليالي ذراعَ العذابِ،
وتسلبُ منّي ظلالَ المَنايا
هنا في دروبٍ تُناجي الغياب،
كمدنٍ نسيت أغانِي رؤايا ..
أصارعُ في صمتي صوتَ اشتياقٍ
لوجهٍ غريبٍ غفا وابتعد…
خطايَ تلاحقُ في الأرض وهمًا،
كريحٍ تُفتشُ عن موطنٍ
وضاعتْ أمانيَّ مثلَ السرابِ،
وغابت شموسُ السنا عن دمي
أيا زحمةَ المدائنِ الباردات،
وجوهٌ تُضيءُ بنورِ مزيفِ
أحاديثُها مثل نَبضٍ جريحٍ،
تضجُّ بليلٍ ثقيلِ الأَسى
هذيانٌ يمرُّ كعصفِ الجراحِ،
كحلمٍ تشرّد في خيمةٍ
فكلُّ انتظارٍ بخارٌ يموتُ،
كأوهامِ زهرٍ على رمشِ دمع
أنا في صقيعِ الشوارع أغني،
لظلٍّ يسامرني في الضياع
يحنُّ لدفءِ الحكاياتِ يومًا،
لوجهٍ محا أثرَ الأمنيات
فيا ليلُ، أَطلِقْ غيومَك نحوي،
أنا عاشقٌ ذابَ في الانتظار
تُرى، هل تبوحُ النوافذُ صبري؟
أموتُ، وأحيا، بأملٍ واضطرار
تجرُّ خطايَ رياحُ الذهولِ،
وتُلقي بقلبي إلى حيث لا
أعودُ أسيرُ بلا وجهةٍ،
كقاربِ وجد، يعاني الغرق
وفي خافقي حزنُ صمتٍ كئيبٍ،
كنجمٍ غريبٍ غفا في السَّديم
أرى من بعيدٍ غيومَ الأماني،
فأمدُّ يدي لسرابِ النعيم …
وتظل خطايَ تلاحقُ..
في الأرض وهمًا،
كريحٍ تُفتشُ عن موطنٍ
وضاعتْ أمانيَّ مثلَ السرابِ،
وغابت شموسُ السنا عن دمي