“شظايا اللقاء”
أيا من مضتْ في شتاءِ مطير
كصوتٍ تلاشى بحقلِ الزهورِ
أحبّكِ شوقًا كسيلٍ غمير
يجوبُ الفضاء بكل العصور
رأيتكِ نجمًا بعيني يغيبُ
كموجٍ يراقصُ ظلَّ العبابِ
وأنّى اقتربتُ؛ تداعى طريقي
وغصّ الحنينُ بنبضِ العذابِ
أيا من تغيبينَ خلفَ السرابِ
كأنّكِ طيف بخيطِ النهارِ
تُطلّينَ نورًا، ويخبو ضياكِ
كأنّي بحبُّكِ حلمَ انتحارِ
أتتكِ يدايَ كنجم ثقيلٍ
يلاحقُ ذكراكِ عبرَ السديمِ
فنرتدُّ غيمينِ في عالمٍ
تناثرَ فيه الشذى كالحميمِ
أيا من سموتِ كسحر قديم
تفتّتَ حينَ اقتربتُ احتراقا
أحبُّكِ طيفًا تكسّرَ ضوءًا
وضاعَ بجوفِ الليالي اختناقا