جميع الحقوق محفوظة لعماد إيلاهي. يُمنع نسخ أو إعادة نشر أي جزء من هذا الموقع بأي وسيلة دون إذن كتابي مسبق.

“عبثُ الحياة”  

ما للحياةِ سوى سرابٍ مُنتشر

يغري النفوسَ بظلِّ حلمٍ مُنهمر

نمضي، كأنَّ خطى الأماني زورقٌ

يهوي إذا ما الريحُ ناحتْ في السَّحَر

كنا نطيرُ كأننا طيرُ الرؤى

نغزو السماءَ بأجنحة نور مستمر

لكنَّ أجنحةَ الخيالِ تصدَّعتْ

وسقطْنا في قاعِ ليلٍ مُنكَسِر

رسموا لنا دربَ النجاةِ على الثرى

فإذا الحصى سيفٌ يُمزّقُ من عبَر

ووعودُ هذا الكونِ كانتْ غيمةً

خَلفَ الجبالِ، وخابَ ظنِّي بالمطَر

يا قاطعَ الوادي، أتبصرُ غابةً؟

أم أنَّها أطلالُ نارٍ في الشَّجَر؟

هذي الحياةُ، شراعُها مكسورة

تمضي بنا، والموجُ يحكمُ بالسَّفر

أبني القصورَ على الرمالِ مغرَّرًا

وأظنُّها صرحَ النجاةِ المُنتَظَر

حتى إذا سكنتْ يدُ الريحِ الدُّنا

جاءتْ عواصفُها، وصرتُ على الأثَر

حاولتُ أن أفدي الأحبةَ بالمنى

فأحاطَ بي وجهُ الخيانةِ كالحَجَر

وهممتُ أن أسقي المروجَ بدمعتي

فإذا السهولُ كصخرِ وادٍ بالقفر

يا عابرَ الدربِ الطويلِ، تمهَّلِ

لا تسألِ الأيامَ عن سرِّ القدر

فكلُّ ما نسعى إليهِ سرابُنا

كالشمسِ تَظهرُ فوقَ بحرٍ من كدَر

حتى النجومُ التي أضاءتْ ليلَنا

تختالُ، ثمّ تموتُ في ظُلُمِ القَبر

كأنَّها قصصُ الوجودِ إذا انقضَتْ

كانت خيالاً، أو حديثًا في السَّمَر

يا عبثَ هذا العمرِ، كم تُلقي بنا

في وهمِ معنىً لا يجيءُ إلى الوطَر

نحيا، كأنَّ لنا خلودًا زائفًا

نُفني الليالي في ركوعٍ مُستمر

Shares:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *