“هما ….”
تَرنو النُّجومُ إلى غيابِ المُسْتَقر
وتبكي كأنَّ الليلَ أَسْرَى في سَقَر
وتئنُّ في صدرِ الجبالِ صخورُها
وتُهامِسُ الريحَ السُّرى في مُنْحَدر
قد ضاقَ بي صدرُ الزمانِ وكَوكبٌ
باتَت خطاهُ على الدُّجى مثلَ الوَتر
فَراغُ دنيايَ احتوى كلَّ الأماني
وأحاطَ روحي كالظَّلامِ على القمر
أبكي الفِراقَ، كأنَّ قلبيَ لوحةٌ
كُتِبَتْ بآهاتِ الأسى فوقَ الحَجَر
يا ليتَ صوتَ الحبِّ يبقى شامخًا
لكنَّه في الريحِ ضاعَ معَ السفر
فَرَقتْ يدُ الأيامِ بينَ حقولِنا
حتّى غدَتْ قحطا يتيهُ على الأُثَر
وغدوتُ وحدي في المدى أُحيي المدى
كطيرٍ ينوحُ وقد تَفَرَّدَ في الشَّجَر
يا كوكبَ الأحلامِ، عدْ لي مرّةً
فلعلَّ ليلَ اليأسِ ينجو من سهر
أو علَّ هذا الفراغَ يملئُ خافقي
وتعودُ لي أيَّامُ ودٍّ كالزَّهَر