جميع الحقوق محفوظة لعماد إيلاهي. يُمنع نسخ أو إعادة نشر أي جزء من هذا الموقع بأي وسيلة دون إذن كتابي مسبق.

“سراب الذات”

أنا الغريبُ الذي لم يزلْ
يطاردُ وجهَ السرابِ السجينْ،
يحاورُ ضوءَ النجومِ العقيمِ،
فينطقُ في القلبِ صمتُ السنينْ.

أُوشوشُ ظلّي: أأنتَ أنا؟
أم الطيفُ في الروحِ طيفُ السكونْ؟
فأسمعُ مني سؤالًا عتيقًا،
يعيدُ الحكايةَ بظل ركين.

رأيتُ المدى موقدًا للفراغِ،
يشبُّ به الحزنُ كالنارِ فيه،
فلمَّا دنوتُ، التهمني غبارٌ،
وأضحى الفؤادُ غريبًا لديه.

وفي الريحِ تبكي مرايا الغيابِ،
تُقطِّرُ أنفاسَ حلمٍ جريح،
فأغرسُ قلبي على حافةِ الأرضِ،
علِّي أداوي فؤادي الجريحْ.

يدايَ مصابيحُ عمرٍ أضاءت،
ولكنَّها في الظلامِ تُغيبْ،
أكابدُ كلَّ الرمادِ القديمِ،
وأُحصي الحطامَ كلونِ المغيبْ.

هنا في الجبالِ تساءلَ وادٍ،
أتسمعُ غناءَ الصخورِ العميقْ؟
وفي البحرِ رددَ موجٌ كسيرٌ،
أيا عابرًا، كيفَ صارتْ طريقكْ؟

وفي آخرِ الدربِ وجهٌ بعيدٌ،
كأنَّ المدى يُخفي أسرارهُ،
وأسألُ عني، فلا شيء إلاّ
بقايا غريبٍ طواهُ انفجارهُ.

أقولُ للريحِ: خذني سلامًا،
إلى أيِّ حلمٍ بلا انتهاء،
لعلّي أرى الكونَ طفلًا بريئًا،
يجوبُ الحقولَ دون انطفاء.

Shares:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *