“رفيق الطريق“
سر معي في دروبِ الوجودِ الرحيبِ
ولا تكُ ظلّي، ولا تستطيلْ
فإني أكرهُ قيدَ المَسيرِ
إذا قادني خوفُ جرحٍ ذليلْ
إذا كنتَ خلفي، فكيف أراكَ؟
وهل يطمئنُّ قلبي الغريبْ؟
وإنْ كنتَ أمامي، فأين خُطايَ؟
وأينَ المدى والعبورُ القريبْ؟
أُريدُ رفيقًا إذا ما مشينا
يحاذي خطايَ، يداني الأفقْ
يُشاركني الحلمَ دونَ ادّعاءٍ
ويحيا معي سرَّ معنى الشفقْ
تعالَ نُواجهُ في الكونِ ظلمًا
يُحاصرُ أرواحنا في السُدى
فما نحنُ إلا سؤالٌ عميقٌ
نحاولُ كشفَ ضياعِ المدى
سرِ معي، لنبحثَ في كلِّ وادٍ
عن النورِ في ظلمةِ الاحتمالْ
عن الحقِّ في كذبِ هذا الوجودِ
وفي العدمِ الغامضِ المستطَيلْ
فإنّا إذا كنّا قلبًا وروحًا
تعالتْ صروحُ الحقيقةِ فينا
وإن فرَّقَتنا دروبُ الحياةِ
غرقنا بموجٍ يُعادي يقينا
فيا صاحبي، كن قريبًا كصوتي
ولا تبتعد عن رؤايَ قليلا
فما نحنُ إلا طريقٌ لسرٍّ
تبدَّى لنا من بعيدٍ جميلا
فلا خلفَ قلبي، ولا في الأمامِ
سرِ جانبي، فالطريقُ طويلْ!