“خَلقٌ بلا حدود“
قبلَ أن أكونَ شيئًا، كنتُ شعلةً
من التوقِ، من الأفقِ، من العدمِ
لم يكن لي وجهٌ أو شكلٌ ثابتٌ
ولا فيَّ فكرٌ أو قيدٌ من حكمِ
كنتُ في العدمِ بلا تعريفٍ ولا هدفٍ
فما كنتُ سوى لحظةٍ من ضبابِ
لم أنشأ من فكرةٍ، بل من رغبةٍ
ومن الوجودِ، تولَّدتُ بلا مآبِ
فالوجودُ أولًا، وكلُّ ما بعدها
أراهُ مجردَ حرفٍ في كتابِ
أنا خَلقٌ، غيرُ مُحدَّدٍ قبلَ أنْ
أُؤسِّسَ شكلي، وأكتبَ في الكتابِ
فالوجودُ، من بعدِه تتفجَّرُ الأفكارُ
يُبنى كما تُبنى الأماني من رياحِ
لا حدودَ له، ولا هيكلَ يُقيِّده
بل هو بحرٌ بلا شطآنٍ ولا ساحِ
أما الجوهرُ فهو المعنى المتأخّرُ
الذي ننسجهُ من حبٍّ أو ألمِ
ليس هو الأصلُ في قلبِ الإنسانِ
بل هو صورةٌ نرسمها، على عجلِ
أنا الوجودُ أولًا، وأبني جوهري
من اختياري، من صمتي، من الفهمِ
فكلُّ شيءٍ فيَّ يولدُ بتحدٍّ
والجوهرُ فيَّ يصبحُ في الزمانِ قلمِ!
