جميع الحقوق محفوظة لعماد إيلاهي. يُمنع نسخ أو إعادة نشر أي جزء من هذا الموقع بأي وسيلة دون إذن كتابي مسبق.

أنشودة المطر في حضن الشتاء

في ليل الشتاء البارد، تهمس الرياح بأنفاسها المثلجة، فتغلف كل شيء بهالة من السكون. السماء الملبدة بالغيوم تتراقص فوقها النجوم بخجل، بينما تتساقط قطرات المطر بهدوء، تلامس الأرض برقة كأنها نغمات لحن شتائي عذب.

المطر ينساب على النوافذ، يرسم خطوطًا متعرجة تراقبها العيون في صمت، وكأنها قصص مكتوبة على زجاج الليل. في هذا البرد القارس، تتسرب البرودة إلى العظام، لكن دفء الداخل، حيث المدافئ مشتعلة وأكواب الشاي الساخن تتنفس بخارها، يبث في الأرواح شعورًا بالأمان.

رائحة المطر تعبق في الهواء، تختلط برائحة الأرض التي تنتعش مع كل قطرة، فتخلق سيمفونية من الانتعاش والسكينة. في هذا الليل الماطر، تبدو الطبيعة وكأنها تغتسل، تستعد لفصل جديد تحت قطرات المطر التي تهدهد الكون بألحانها المتناغمة.

ليلة الشتاء الماطرة هي زمن التأمل، حيث يجلس القلب في عزلة هادئة، ينصت لصوت المطر، ويستحضر الذكريات والأحلام. وبينما ينساب المطر، يتلاشى معه تعب النهار، ويغمر السكون القلوب الباحثة عن لحظة سلام في حضن الشتاء.

عماد إيلاهي

Shares:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *