جميع الحقوق محفوظة لعماد إيلاهي. يُمنع نسخ أو إعادة نشر أي جزء من هذا الموقع بأي وسيلة دون إذن كتابي مسبق.

حين يعانق الحب الأمل

في متاهات الحياة المتشابكة، يمشي الحب كرفيق أزلي للأمل، كنجمتين في سماء واحدة، لا تنطفئ إحداهما دون أن تُشعل الأخرى. الحب هو ذاك النبض الذي يُعيد للقلب لحنه القديم، كعودٍ يهمس تحت أصابع عازف بارع، وهو النور الذي يشق طريقه بين الغيوم الثقيلة، ليهمس للكون أن الفجر قريب.

أما الأمل، فهو الزهرة التي تنبت في صحراء العمر، يرويها التفاؤل وتنمو في ظلال الأحلام. هو النسمة التي تلامس الروح المرهقة، وتدفعها لأن تنهض من رمادها وتطير كطائر الفينيق. إنه الوعد الذي يقدمه الغد، مهما اشتد ظلام اليوم، ومهما غطى اليأس سماءنا.

وحين يلتقي الحب بالأمل، يحدث في النفس ثورة من الحياة. تصبح الأيام قصائد تُنشد فيها الأمنيات، واللحظات ألحانًا تعزفها أنامل السعادة. يصبح العالم أكثر إشراقًا، وتتحول العثرات إلى أحجار ترصف بها دروب الانتصار. في هذا اللقاء السحري، تعود الروح إلى أصلها النقي، ذلك الأصل الذي يعرف أن الحب ليس فقط شعورًا، بل حياة تُنسج من خيوط الأمل.

ما أجمل أن نعيش تحت شمس الحب، نخطو بخطى الأمل، ونزهر كأشجار باسقة، تتحدى الرياح لتثبت أن الحياة لا تعرف الذبول ما دامت الجذور ممتدة في أعماق الإيمان.

Shares:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *