تدريس الفنون في المرحلة الثانوية خطوة صائبة في طريق الخطأ _الايجابيات و النقائص_
تلعب الفنون دوراً حيوياً في تنشئة الأجيال، فهي ليست مجرد مواد دراسية بل أدوات لتطوير الذات وبناء الشخصية. الفنون تفتح آفاقاً واسعة للتعبير عن المشاعر والأفكار، وتنمي الذوق الجمالي والفني لدى المتعلمين. من خلال الفنون، يتعلم الأفراد قيمة الإبداع والتفكير النقدي، مما يساهم في تنمية قدراتهم العقلية والاجتماعية.
إن إدراج الفنون في المناهج التعليمية يساعد في تكوين أجيال واعية، متوازنة، وقادرة على مواجهة التحديات بأساليب مبتكرة وإبداعية.
إيجابيات تعميم تدريس الفنون في المرحلة الثانوية وجعلها اختصاصاً مستقلاً
تطوير المهارات الشخصية والاجتماعية:
تُعزز الفنون الإنسانية مثل الرسم، والمسرح، والموسيقى مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، مما يساهم في بناء
شخصيات متكاملة وقادرة على العمل الجماعي.
تعزيز التفكير النقدي والإبداعي:
تُحفز الفنون المتعلمين على التفكير بشكل مختلف والبحث عن حلول مبتكرة، مما يعزز قدرتهم على التفكير النقدي والإبداعي إثراء للحياة الاجتماعية للحضارة القائمة في الحاضر.
تحسين الصحة النفسية والعاطفية:
تُوفر الفنون منفذاً للتعبير عن العواطف والمشاعر، مما يساهم في تحسين الصحة النفسية والعاطفية للمتعلمين.
إثراء الثقافة والتراث:
تُساهم الفنون في تعريف المتعلمين بثقافتهم وتراثهم، مما يعزز الشعور بالانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية.
عوائق نجاح هذه الخطة
تهميش المواد الفنية في التعليم الابتدائي
يُعد غياب التأطير والتوجيه في مجال الفنون الإنسانية في المرحلة الابتدائية من أكبر العوائق التي تواجه نجاح خطة تعميم تدريس الفنون في المرحلة الثانوية. في الكثير من المدارس الابتدائية في تونس، تُهمش المواد الفنية نظراً لقلة الإمكانيات وعدم وجود الإطار المختص لتدريسها. هذا النقص في الأساسيات يجعل المتعلمين غير مستعدين بشكل كافٍ لتلقي المواد الفنية في المرحلة الثانوية.
انحسار دور المواد الفنية في المرحلة الأساسية
تُعتبر المواد الفنية في المرحلة الأساسية غالباً وسيلة لتضخيم أعداد المتعلمين بدلاً من التركيز على تطوير مهاراتهم الفنية والإبداعية. هذا التوجه يقلل من قيمة هذه المواد ويجعلها مجرد أدوات لتحسين المعدلات النهائية دون تحقيق الفائدة التعليمية المرجوة.
توصيات لضمان نجاح هذا المسار
تعزيز التأطير في المرحلة الابتدائية:
إدراج الفنون الإنسانية بشكل أكبر في مناهج المرحلة الابتدائية لتأسيس قاعدة معرفية قوية لدى المتعلمين.
تنظيم ورش عمل وأنشطة فنية تفاعلية لتشجيع المتعلمين على اكتشاف مواهبهم منذ سن مبكرة.
توفير الموارد اللازمة:
يجب على الجهات المعنية توفير الأدوات والمرافق اللازمة لتدريس الفنون الإنسانية بشكل فعّال.
يمكن للشراكات مع المؤسسات الثقافية والفنية المساهمة في توفير الموارد والدعم اللازم.
تطوير برامج تدريب المدرسين:
تنظيم برامج تدريبية وتأهيلية للمدرسين في مجال الفنون الإنسانية لضمان تقديم تعليم عالي الجودة.
استقطاب خبراء وفنانين لتقديم ورش عمل ودورات تدريبية متقدمة.
تشجيع المشاركة الحقيقية:
تشجيع المتعلمين على المشاركة في الفنون الإنسانية بدافع حقيقي للاهتمام والإبداع، وليس فقط لتحسين معدلاتهم.
تنظيم مسابقات ومعارض فنية لإبراز مواهب المتعلمين وتحفيزهم على تطوير مهاراتهم.
خاتمة
تدريس الفنون الإنسانية في المرحلة الثانوية في تونس يحمل العديد من الفوائد التي تسهم في تطوير مهارات المتعلمين الشخصية والاجتماعية والنفسية. ومع ذلك، هناك تحديات ونقائص يجب معالجتها لضمان تحقيق الأهداف التعليمية المرجوة. من خلال تعزيز التأطير في المرحلة الابتدائية، وتوفير الموارد اللازمة، وتطوير برامج تدريب المدرسين، يمكن تحسين جودة تدريس الفنون الإنسانية وجعلها تجربة تعليمية مثمرة وممتعة للمتعلمين.
الأستاذ: عماد إيلاهي