حقوق النشر محفوظة ©
جميع المواد على هذا الموقع ملك لصاحبها الأستاذ عماد إيلاهي. يُمنع نسخها أو استخدامها دون إذن كتابي مسبق.

ديوان احتراق

مدائنُ التيهِ

“مدائنُ التيهِ”

أيا زمنًا غامضًا كالضبابِ

تعيدُ المسافرَ دونَ جوابِ

تحاصرُنا فيكَ جدرانُ صمتٍ

ويغرقُ فيكَ حنينُ العتابِ

أأدري أنا مَن أكونُ، وأينَ؟

وهل لي سُؤالٌ بوجهِ العتاب؟

نسيرُ كأشباحِ مدنٍ عقيمةٍ

تهيمُ بلا هدفٍ في إغتراب

نغنّي بليلِ المدى في جفاءٍ

كأنَّ الحروفَ عزاءُ الغيابِ

ونحيا على هامشِ الريحِ خُفَّا

كنبضٍ تلاشى ببحرِ الضبابِ

تمدُّ المدنُ لنا من شقوقِ

وجوهٍ كئيبةٍ وملامحَ ناب

ولا شيءَ يبقى سوى ضجّةٍ

وهمسٍ كسيرٍ ونبضٍ يعابِ

تُعانقنا الشّمسُ لكنْ بعيدًا

تُطلُّ وتغفو كوجهٍ غرابِ

كأنّا نجاري مصيرًا ثقيلًا

كموجٍ يجوبُ شواطئَه بالسراب

فنحيا فرادى بليلٍ طويلٍ

وليس لنا غيرُ ذِكرى اليباب

إذا بانَ نجمٌ بقلبِ السماء

رأيناه طيفًا من ظلام هباب

أيا زمنًا غرّبَ الروحَ حتى

غدونا كغيمٍ، شظايا اغتراب

أتبقى الحياةُ على بُعدِ ضوءٍ

ويغلقُ في وجهنا ألف باب ؟

عماد ايلاهي

عماد إيلاهي هو شاعر، وكاتب مسرحي، ومدرب معتمد في إدماج التكنولوجيات الحديثة في التعلم، أستاذ مدارس ابتدائية، باحث في الشأن التربوي، ومفكر يمتاز برؤيته النقدية والموسعة في مجال التربية والتعليم، ويسهم بفعالية في تطوير الفكر التربوي من خلال مقالاته المتميزة التي تتناول قضايا التعليم والتربية في تونس. نشرت مقالات الأستاذ عماد إيلاهي في جريدة «الشروق» التونسية، حيث تناولت مواضيع هامة مثل تحديات التعليم في تونس وآفاق تطويره. بكلماته الراقية وأسلوبه المتميز، يلهم قراءه تفكيراً عميقاً في مستقبل التعليم وواقعه. يتميز الأستاذ عماد إيلاهي بقدرته على التعبير الشعري العذب، مما أكسبه شعبية واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الثقافية. تتنوع مواضيع شعره بين الحب والرومانسية، والفلسفة الوجودية، والقضايا الاجتماعية النقدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى