
عبثُ الوجود
يا صرخةَ العقلِ السجينِ المُنهَكِ
تَهوي كَنجمٍ في الظلامِ المُطبِقِ
يا جُرحَ هذا الكونِ، يَنزفُ بُؤسُهُ
فوقَ الدُنا ويهيمُ في المُتَأرِّقِ
ما زلتُ أركضُ في المَدى مُتعثِّرًا
وأعودُ يَحملُني السُؤالُ المُرهَقِ
كالماءِ تَسري في يَديِّ حقيقتي
وأشدُّها… ويعودُ وَهمي مُغرقِي
أرنو إلى الأفقِ العقيمِ
كأنني طفلٌ يُحاورُ صورَةً مِن بُعدِهِ
يَتلو على جُدرانِ ظلِّهِ قصةً
ويعودُ يُؤمِنُ بالكلامِ ووعدِهِ
عبثًا أُقاومُ صَمتَ هذا الكَونِ
عبثًا أُنادِي الأُفقَ، أطرقُ بابَهُ
أُرخي سُروجي في الفَلاةِ
وَإنني أدري بأني تائهٌ بِركابِهِ
أنا صرخةُ الزمنِ الذي لم يُولَدِ
أنا قصةُ الإنسانِ في المُتشَرِّدِ
يجري ليَسمعَ في الوجودِ حقيقتَهُ
فَيَعودُ يَبكي بالنداءِ المُقعِدِ
لا شيءَ في الدنيا سوى هذا الهَباء
يمضي الحُطامُ إلى الحُطامِ بِلا صدى
لكنني ما زلتُ أُوقِدُ جذوتي
حتى أُحيلَ الليلَ في الصدرِ المَدى
