حقوق النشر محفوظة ©
جميع المواد على هذا الموقع ملك لصاحبها الأستاذ عماد إيلاهي. يُمنع نسخها أو استخدامها دون إذن كتابي مسبق.

ديوان احتراق

حين ينطق الغياب

“حين ينطق الغياب”

أُناجي الفضاءَ كمن ضاعَ فيه،
كأنّي غريبٌ تآكلهُ الصّمتْ،
تُعيدُ النجومُ إلى خاطري،
قصائدَ عشقٍ تجفُّ إذا غنتْ.

وألمحُ وجهي على صفحةِ الماءِ،
فأرثي لنفسي، وأشدو لها،
كأنّي حكايةُ وهمٍ طويلٍ،
تدورُ وتبقى الأسى مقلتيها.

إذا ما استفاقَ الغريبُ قليلاً،
وجدتُ طريقًا إلى سدرةِ التيهِ،
هناكَ أضيعُ، هناكَ أفيقُ،
فأُدركُ أنّ الحُلمَ نارٌ بأطرافِ ثلج.

رأيتُ الظلالَ تُراقصُ دربًا،
فدنوتُ، فكانتْ خرابًا وعتمه،
وأصغيتُ للريحِ تحملُ همسي،
فما عادَ منها سوى موتِ همسة.

أنا السائرُ الآنَ بينَ الثقوبِ،
أُلامسُ ضوءًا، فألقى فراغا،
كأنّ الحقيقةَ حلمٌ عنيدٌ،
إذا ما اقتربتَ تناهى اختناقا.

وهل في الضلوعِ سوى بُرقُعِ حزنٍ،
يغطي انكساراتِ وجهي الوحيدْ؟
وهل في النداءِ سوى صوتِ قلبٍ،
يُرتلُ نشيدَ الغريبِ البعيدْ؟

فيا أنتَ يا كوكبًا في فضاءٍ،
سئمتُ السُّؤالَ وأجري الجواب،
خذِ الآنَ مني حكايات شوقٍ،
أعيشُ بها عابرًا للغياهبِ.

إذا ما وجدتُ طريقًا إلى النورِ،
سأمشي وحيدًا إليهِ جريحًا،
وإن لم أجدْ، سأخلّدُ هذا
السرابَ الذي صارَ وحيًا فصيحًا.

عماد ايلاهي

عماد إيلاهي هو شاعر، وكاتب مسرحي، ومدرب معتمد في إدماج التكنولوجيات الحديثة في التعلم، أستاذ مدارس ابتدائية، باحث في الشأن التربوي، ومفكر يمتاز برؤيته النقدية والموسعة في مجال التربية والتعليم، ويسهم بفعالية في تطوير الفكر التربوي من خلال مقالاته المتميزة التي تتناول قضايا التعليم والتربية في تونس. نشرت مقالات الأستاذ عماد إيلاهي في جريدة «الشروق» التونسية، حيث تناولت مواضيع هامة مثل تحديات التعليم في تونس وآفاق تطويره. بكلماته الراقية وأسلوبه المتميز، يلهم قراءه تفكيراً عميقاً في مستقبل التعليم وواقعه. يتميز الأستاذ عماد إيلاهي بقدرته على التعبير الشعري العذب، مما أكسبه شعبية واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الثقافية. تتنوع مواضيع شعره بين الحب والرومانسية، والفلسفة الوجودية، والقضايا الاجتماعية النقدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى