حقوق النشر محفوظة ©
جميع المواد على هذا الموقع ملك لصاحبها الأستاذ عماد إيلاهي. يُمنع نسخها أو استخدامها دون إذن كتابي مسبق.

ديوان احتراق

غريبٌ أنا

“غريبٌ أنا”

غريبٌ أنا، غريبُ الزمانْ

كبحر يهيج بلا مرفآنْ

كظلٍّ تمدّدَ فوقَ الخرابْ

وغابَ الصديقُ فغابَ المكانْ

أنا الفجرُ يبكي بليلٍ كئيبْ

وأحلامُهُ كالدخانِ الدّفانْ

غريبٌ كحرٍ بينَ العبيدْ

تكلّمَ، فارتدَّ صوتُ البيانْ

كطيرٍ يُغنّي نشيدَ الحِرابْ

ولا سامعٌ غيرَ أذن الهوانْ

دعوتُ القلوبَ لتسكنَ ضوءًا

فصدّتْ، ومالتْ لقول جبانْ

أنا الوترُ الحيّ إذا ما ارتجفتْ

كفوفُ الجفاء فوقَ صدرِ الكمانْ

كليلٍ يلاقي نهاراً عنيدًا

فلا الليلُ يبقى، ولا الضوءُ كانْ

غريبٌ، وغربتي نايُ حزين

يغنّي لدهر سقيم الزمانْ

أُراني كشمسٍ تعرّتْ وحيدةً

وقد أغلقَ الأفقُ كلَّ العيانْ

غريبٌ أنا، أحملُ الحُلمَ طفلًا

وارسم الفكر حورا حسانْ

أُضيءُ كقنديلِ حبٍّ سقيمٍ

يقاومُ ريحاً تهزُّ المكانْ

أنا فكرةٌ ما تزالُ تُقاتلْ

أنا حالة تفردت في الزمانْ

غريبٌ كصالحٍ في ثمودْ

ذبيح دمائي بلونها قانْ

سأمضي، فإمّا بلوغُ الضياءْ

وإمّا أخلّد كل هذا الكيانْ

عماد ايلاهي

عماد إيلاهي هو شاعر، وكاتب مسرحي، ومدرب معتمد في إدماج التكنولوجيات الحديثة في التعلم، أستاذ مدارس ابتدائية، باحث في الشأن التربوي، ومفكر يمتاز برؤيته النقدية والموسعة في مجال التربية والتعليم، ويسهم بفعالية في تطوير الفكر التربوي من خلال مقالاته المتميزة التي تتناول قضايا التعليم والتربية في تونس. نشرت مقالات الأستاذ عماد إيلاهي في جريدة «الشروق» التونسية، حيث تناولت مواضيع هامة مثل تحديات التعليم في تونس وآفاق تطويره. بكلماته الراقية وأسلوبه المتميز، يلهم قراءه تفكيراً عميقاً في مستقبل التعليم وواقعه. يتميز الأستاذ عماد إيلاهي بقدرته على التعبير الشعري العذب، مما أكسبه شعبية واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الثقافية. تتنوع مواضيع شعره بين الحب والرومانسية، والفلسفة الوجودية، والقضايا الاجتماعية النقدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى